من طرف icer الخميس مايو 06, 2010 10:58 pm
محمد عبد الكريم كتب:-اتذكر "السي عبد الله":رجل في الخمسينات من عمره ، يعمل طباخا منذ 30سنة، ما لاحظته بعد فترة كافية انه ال"جزائري" الاستثناء الذي لم التقيه من قبل...، فهو ياتي للعمل يوميا ،ويعمل بطريقة توحي بحبه لعمله وادائه بتفاني ،ويبدا عمله الى ان ينهيه،ولا يغادر ابدا قبل الوقت ، سألته عن "راتبه" فعرفت انه أخيرا فقط وصل لعتبة 18000 دج/شهريا:لديه ابنا وقد زوجه مؤخرا ويعمل استاذا، وشابتين يدرسن في الجامعة ،و4اطفال مادون ذلك كلهم يدرسون..ولديه بيت جميل بناه على ارض، ورثها...ويدهشك فيه تواضعه ،وبشاشته وروح الدعابة، وخاصة يتميز بعدم "التشكّي والتذمّر"،متحمس للفريق الوطني بطريقة طفولية،ومع ذلك عمل ولم"يسكيvي"، يوم مباراة السودان..ولا حتى اليوم الذي تلاه...
- احترت في امره ، فدفعني الفضول للنبش في حياته ،فكنت احب مجالسته وتبادل اطراف الحديث معه في كل مرة :واهم ما تعلمته منه هو ان "الراجل ما يشكيش..يضرب ذراعو(يعمل ويشتغل)،"(التذمر والتشكي منقصة في الرجل"....وثانيا فاجأني يوما، ونحن نناقش الزيادات في الاجور..فقال لي لو كل واحد منا يؤدي عمله باخلاص ،واتقان،ودون غش ،فان 3000دج كراتب كافية،لاي كان ليعيش معززا مكرما...فحسب رايه "الاخلاص والصدق في العمل" ينزل البركة في الأجر حتى وان كان قليلا.واضاف فيما معناه "فنيانين، دايرين رواحهم يخدموا..ولصوص لئام دايرين رواحهم يخلصوهم..."غش في مقابل غش ، وسحت ، وطارت البركة في الارزاق... .حينها ادركت السر في نجاحه في تكوين "اسرة" ، رائعة وتربية ناجحة ،...
- ادرت كلام"السي عبد الله" عدة مرات محاولا ايجاد تفسير عقلاني ، للحكمة التي اختار هو ان يتبناها،...هل هي صحيحة؟(نعم صحيحة فهي صحيحة على الواقع التجريبي)..وطرحت سؤالا : لو كل جزائري ياخذ راتبا ، يقدم فعلا "مقابلا"مكافئا حقيقيا لما ياخذه كأجر سواءا كان "منتوجا" او خدمة يقدمها ...من الشرطي-الضابط-الطبيب-العامل-الاداري-الامام-الجندي-المسؤول الحكومي والاداري- المقاول (11مليون عامل..خارج اطار السوناطراك ياخدون اجورا ..ويقدمون منتوجا ، قابل للاهمال)..الخ
- لوكان هناك "عملا انتاجيا حقيقيا"..لكان هناك ، مردودا، وفيرا ومتقنا، وخدمات ممتازة.. وخلق ل"الثروة"،بل تراكم لثروات ضخمة،تدفع في اتجاه تعزيز الاقتصاد ، فتنخفض الاسعار ،..،فتؤدي آليا لتعزيز الدينار الجزائري ،ليصبح عملة قوية وحينها ليس 3000دينار/شهريا تصبح كافية بل ، فقط1000دج لانها عندها ستصبح تساوي1000دولار أو 1000اورو في الشهر؟
-ما فهمته من قصة السي عبد الله ان "الشعب"(يغش ويسرق ويتلصص على بعضه البعض ( اي ان المواطن الجزائري، اصبحت تميزه، فاصبح "الجزائري العامل فاشلا في عمله وايضا ،طماعا وكسولا ومتطلبا،وكثيرا مايكون "غشّاشا" في عمله، ولا يتردد في الاخذ ، وربما الاستيلاء على ما ليس من حقه ان كان في متناول يده (ما يخافش ربي في خدمتو)...ربما لهذا سلط الله عليه لصوصا لئاما، على مستوى"سلبيته،وطفيليته" وحبه الشديد للأخذ دون عطاءا مكافئا ...و ادمانه الاستفادة، دون تقديم الافادة المكافئة..ولهذا تجد مقولة 35مليون...والجزائر لازالت واقفة،معنى لتصريفها.
منذ يومين قالت لي والدتي ان الله رفع البركة عن الجزائريين بسبب عيوبهم و قمت بالرد بشكل عفوي قلت لها إن الله أعطانا وصفة لنعمل بها فيها السعادة و البركة و إن لم نعمل بها ذهبت بركة تلك الوصفة ... و لم أقصد تطبيق الشريعة أو غير ذلك ... بل كنت أقصد أن نتعامل فيما بيننا بأخلاق المسلم
يروي الشيخ كشك أن اليهود كانو يرسلون ترمومتر لسوق القدس قبل الاحتلال يقوم باختبار الناس هناك
تقدم يوما إلى أحد باعة السجاد يريد الشراء فقال له البائع المقدسي : سيدي، الحمد لله استفتحت، و جاري التاجر لم يستفتح بعد شوف عنده ما تريد فنحن نبيع نفس السلعة و بنفس الثمن
فقرر اليهود تأجيل مخططاتهم ﻷن الناس متماسكة متحابة
بعد سنوات عاد نفس الشخص يطلب السجاد و توجه لنفس التاجر يسأل عن الثمن، أجابه التاجر فقال اليهودي : لكن جارك عرض علي أقل منك فرد التاجر سأبيعك بنصف ما عرضه عليك
فقالت اليهود آن الأوان لقد أصيب المجتمع بالجشع
لا ندري مصدر الرواية و لا مدى صدقها لكنها تختصر الكثير من الكلام