[b][center]فهمت الآن لماذا كل هذه الغوغاء بشأن البرقع أو الخمار واللحية في البطاقة البيومترية، فالسبب لم يكن للدفاع عن شرف المتحجبات ورفض كشف وجوههن، ولم يكن للدفاع عن حق بعض الورعين في إطلاق لحاهم، السبب هو شيء آخر، وهو أن الدولة مقبلة على تنظيم نفسها من خلال هذه التكنولوجيا، بحيث يصعب على الجماعات الإسلامية، مسلحة كانت أو غير مسلحة، تزوير بطاقات الهوية أو جوازات السفر، وسينتهي ”مفعول” البطاقات المزورة التي بحوزة البعض منهم. الدولة مقبلة بهذا الإجراء على الخروج من الفوضى التي عمت في فترة الإرهاب في الوثائق الإدارية، بحيث حرقت بعض المؤسسات وتعرضت أخرى للسرقة والنهب، وضاع جزء من الأرشيف الأمني، وهؤلاء يخافون من عودة النظام الذي سيعري الكثيرين منهم ويكشف حقيقتهم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يحاول من ركبوا حملة التنديد بهذه الإجراءات قياس حجم تأثيرهم في المجتمع وفي الرأي العام، وحجم تأثيرهم على القرار السياسي، وهي ممارسات لا تختلف عن تلك التي كانت منتشرة بداية التسعينات عندما بدأ التيار الديني يأتي على الأخضر واليابس، ويهدد المكاسب القليلة المحققة من تجربة الديمقراطية. نعم افتعلوا هذا وجندوا نساءهم ورجالهم و الصحف التي ترى في الإسلاميين قطيعا يرعى في مراعيها –على حد تعبير مدير سابق لصحيفة ناطقة بالعربية- عندما حذرني مرة قائلا: ”اسمعي ما تدوريش بهوايشنا”. وقال موضحا لما استفسرت عمن هم ”هوايشهم”، قال بالحرف الواحد ”الإسلاميين”، فقت له: ”ما داموا هوايش خليهم ليك، أنا أخاطب عقول بشر”. نعم هؤلاء الإسلاميون –حاشاهم أن يكونوا هوايش، حتى وإن اختلفت معهم في الرأي - يريدون قياس حجم تأثيره في الساحة، بعدما خرجت تجربة الانتخابات من بين أيديهم مثلما كان ذلك في بداية التسعينيات، وبعد أن قزمت كل التجارب الانتخابية الأخيرة مكانتهم، وجدوا في هذا النقاش فرصة اللعب على عواطف المتدينين لكسبهم في صفوفهم، لكنهم لم ينتبهوا بأنهم وضعوا أنفسهم في ورطة عندما اهتموا بالقشور ونسوا الجوهر. أدانوا إجراء لا يقدم ولا يؤخر في شيء، ولم نرهم يدينون موجة الغلاء التي أثقلت كاهل المواطن، لم يدينوا الفساد المستشري، لم يدينوا ما لحق بالبلاد من سبي ونهب وتنكيل واغتصاب للمصونات، وقتل للرضع والحوامل، أيام الأزمة، بل رأوا فيها جهادا ضد الكفار، واليوم يقلبون الدنيا رأسا على عقب من أجل قطعة قماش ولحية.
حدة حزام
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يحاول من ركبوا حملة التنديد بهذه الإجراءات قياس حجم تأثيرهم في المجتمع وفي الرأي العام، وحجم تأثيرهم على القرار السياسي، وهي ممارسات لا تختلف عن تلك التي كانت منتشرة بداية التسعينات عندما بدأ التيار الديني يأتي على الأخضر واليابس، ويهدد المكاسب القليلة المحققة من تجربة الديمقراطية. نعم افتعلوا هذا وجندوا نساءهم ورجالهم و الصحف التي ترى في الإسلاميين قطيعا يرعى في مراعيها –على حد تعبير مدير سابق لصحيفة ناطقة بالعربية- عندما حذرني مرة قائلا: ”اسمعي ما تدوريش بهوايشنا”. وقال موضحا لما استفسرت عمن هم ”هوايشهم”، قال بالحرف الواحد ”الإسلاميين”، فقت له: ”ما داموا هوايش خليهم ليك، أنا أخاطب عقول بشر”. نعم هؤلاء الإسلاميون –حاشاهم أن يكونوا هوايش، حتى وإن اختلفت معهم في الرأي - يريدون قياس حجم تأثيره في الساحة، بعدما خرجت تجربة الانتخابات من بين أيديهم مثلما كان ذلك في بداية التسعينيات، وبعد أن قزمت كل التجارب الانتخابية الأخيرة مكانتهم، وجدوا في هذا النقاش فرصة اللعب على عواطف المتدينين لكسبهم في صفوفهم، لكنهم لم ينتبهوا بأنهم وضعوا أنفسهم في ورطة عندما اهتموا بالقشور ونسوا الجوهر. أدانوا إجراء لا يقدم ولا يؤخر في شيء، ولم نرهم يدينون موجة الغلاء التي أثقلت كاهل المواطن، لم يدينوا الفساد المستشري، لم يدينوا ما لحق بالبلاد من سبي ونهب وتنكيل واغتصاب للمصونات، وقتل للرضع والحوامل، أيام الأزمة، بل رأوا فيها جهادا ضد الكفار، واليوم يقلبون الدنيا رأسا على عقب من أجل قطعة قماش ولحية.
حدة حزام