محمد )،المكلّف بملف التائبين،والمناصحة ، لهجوم انتحاري ، اكتشف بعد
التحقيق أن الانتحاري السعودي ،الذي قدم من معاقل القاعدة بالايمن ،استطاع
الوصول للامير السعودي، بالتنكر في صورة ارهابي "تائب" ونادم ...ويريد
العودة الى صفوف المجتمع ...وبهذه الحيلة استطاع الحصول على فرضة لقاء
مباشر مع المعني" المستهدف"...لكن السؤال: كيف استطاع اجتياز السياج
الامني ونقاط التفتيش؟ الجواب ان المعني كان "طبيعي جدا"..ومرّ على كل
نقاط الفحص والتفتيش ،...ببساطة لانه زرع المفجّر في
مؤخرته"المستقيم"(مفجر صغيرعلى شكل قصيب، معبأ بمادّة شديدة الانفجار،
ومزود بصاعق متطوّر)...وبالطّبع ...قبل ذلك الحادث لم يفكر اي كان بهذه
الحيلة ...والا كانوا سيفتشون مؤخرته ايضا؟
2- الشاب النيجيري ،"عمر الفاروق عبد المطّلب" ، الانتحاري في صفوف
القاعدة والذي كان في عملية لتفجير طائرة امريكية بركابها في اعياد راس
السنة 2010م..بعد فشل محاولته والتحقيق معه ...اكتشف انه كان يضع
"المتفجّرات" في لباسه الداخلي ، وكان مخاطة بعناية حول "اعضاءه الحيوية"
في "المايّو" الذي كان يرتديه،...وطبعا مرّ، ولم يكتشف اثناء التفتيش،
لانه لم يكن متصورا ان "يلمس" احد المفتشين اعضاءه التناسلية ويقلبها بين
اصابعه...وطبعا لا أحد يضمن أن تقدم القاعدة على تجنيد
امرأة، واستعمال جهازها التناسلي"فرجها" كمكان مفضّل لزرع متفجرات...ولا
احد سيجرؤ على تفتيش هذه المنطقة بالذات؟(المشكلة هل هناك من ستقبل بذلك؟
الله أعلم؟°...ولكن ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين وما يحدث للمسلمين في
اكثر من مكان يجعل الجواب محتمل ان يكون بالايجاب))
3-الكثير من العمليات، التي نفذتها القاعدة والمنظمات
الارهابية،...التحقيقات اثبتت ان الارهابيين ،تحركوا وناوروا ...واستطاعوا
التحرك والتمويل ونقل الاشخاص والاموال والاسلحة والمتفجرات ...عن طريق
التمويه والاختراق واستعمال "الوثائق المزورة"...بل القاعدة تحديدا ،
تعتمد "وحدة خاصة لاصدار مختلف الوثائق والهويات المزورة لمختلف الدول
والبلدان.....بل حتى الزي المسمى بالبرقع او النقاب كثير ما استعمل
للتمويه، وتنقل اشخاص مشبوهين خاصة في المناطق التي يسكنها المسلمين حيث ،
النقاب هو زي للنساء المسلمات، مما يجعل هذا اللباس احسن وسيلة
للتخفي،والتنقل بسلام ....
-خاصة بعد حادثتي، السعودية ومحاولة عمر الفاروق...تشكات "قناعة" في
الاوساط الامنية الدولية حول ضرورة ،التحرك باجراءات رادعة ضد هذه المخاطر
المتجددة....فطرح في البداية :الحصار التام على سكان المناطق
المشبوهة"المسلمين" عامة، أو تشكيل قوائم عالمية "للاشخاص المشبوهين" أو
المحتمل ان يحاولوا القيام بهجومات ارهابية...ومنعهم من السفر الى البلدان
الغربية.....ليستقر الامر في الاخير على تحديد قائمة للدول: التي يحتمل ان
يقوم احد ساكنيها او مواطنيها ، بهجومات ارهابية تستهدف المدن الاوربية
والغربية او في اي مكان في العالم ...واصدرت فعلا هذه القائمة وضمت في
البداية دول اسلامية ومنها :الجزائر...حيث يكون مواطنيها محل تفتيش دقيق
جدا يصل الى فحص المناطق الحساسة والتعريض للتصوير الاشعاعي ..
- وطبعا ، انتفضت الجزائر عبر حكومتها وناضلت رافضة هذه الصيغة المهينة
والكاشفة للعورات ،...وهددت بالعمل بالمثل...فدخلت في مفاوضات مع
الامريكيين والأوربيين...وانتهت المفاوضات، الى رفع اسم الجزائر من على
القائمة، او الغاء القائمة اساسا...ولكن بشرط اعادة منظومة تحديد هوية
الاشخاص وضبطها بدقة للتحكم في حركة الاشخاص ونشاطهم ،...لتقليص مساحة او
هامش التحرك على الجماعات الارهابية...وكطانت الصيغة هي الهوية
البيومترية، حيث بطاقة الهوية او جواز السفر..مزود بآلية ،تسهل من الاتصال
ببنك معلومات ضخم يضم قاعدة بيانات تخص كل مواطن بدقة بمافيها "الشجرة
الجينيالوجية" وتاريخ وسوابق كل مواطن وحتى علاقاته المجتمعية وميوله ،
وطبعا الصفات البيولوجية الجامعة المانعة المميّزة،تفصيلا لكل شخص...بحيث
يستحيل ان يتم تزويرها او تلبيسها.....وبهذا يسهل ضبط الاشخاص المشبوهين
او المطلوبين للاعتقال والتوقيف....
-الجزائر ...يبدو انها اختارت أخف الاضرار..اي اعتماد البطاقة البيومترية
،..وهي مطبقة في البلدان الاوربية وفي امريكا...حيث بطاقة او ملف معلومات
عن كل مواطن يضم ،كل المعلومات الممكن تسجيلها...وخاصة المسبوقين قضائيا
او المشبوهين آليا نتيجة لخصوصيات عرقية او سياسية او عقائدية او ثقافية...
-ورغم ان وزارة الداخلية الجزائرية، حاولت الدفع ببعض المزايدة في القضية
كتحديد شكل الصورة المطلوبة في البطاقة البيومترية،..(ربما لدوافع
شكلية)...ومن باب دع ما يريبك الى ما لايريبك..ولرفع الشبهة ابتداءا عن
المواطنين الجزائريين.. ولكن وجهت بحملة شعواء ، لتيار سياسي استغل هذا
"التفضيل الجزئي" ليشن جملة سياسية ضخمة" ضد الحكومة بدوافع سياسية تتعلق
بتراكمات، ووضع سياسي واجتماعي خاص بالجزائر....
-...ولكن السؤال: ما الحل؟وما الخيار بين :
10- حصار ومنع من السفر والتنقل عبر الطائرات والمطارات والموانئ الاوربية ،بالنسبة لكافة الجزائريين...
02-في حالة رفض التعرض لاجراءات مهينة ،وتفتيش المؤخرات...وكشف العورات عبر اجهزت التصوير الاشعاعي
03- اعتماد هوية"بيومترية":..وبنك معلومات "ملف أمني" لكل مواطن جزائري
يضم كل التفاصيل عن شخصيته...مما يسهل تشخيص وعزل الافراد المشبوهين....
-ولكن ما موقف المواطن الجزائري البسيط؟(الذي تستهدف حريته؟
وخصوصيته؟)...بين حصار ومنع من السفر...وبين تفتيش مهين ..وبين توثيق
خصوصيته،وتفاصيل تفاصيل حياته وشخصه ووضعها في متناول الجهات الامنية
الدولية؟
- الخلاصة ليس لنا خيار...فربما سيختار الكثير "الحصار؟ ولكن لعنة الله على القاعدة وعلى عمر الفاروق وعلى كل من يقف وراءهما ...