تأمل عقل كتب:كل بناء حضاري يتطلب شروط داخلية ذاتية وأخرى خارجية.
مشكلتنا ان الثورة الجزائرية كانت حربا عسكريا بخلفية سياسية أكثر منها ثورة ذهنية,وحركة تنوير ثقافية,والصراع الإيديولوجي بين مختلف التيارات كان مجرد انعكاس لمذاهب خارجية .
لذا تصفية الأشخاص القادة لم يكن دائما تحت مبرر إيديولوجي,بل كان من خلفية تضارب مصالح سياسية كذلك.
تقديم الحقيقة التاريخية أدنى مايمكن للجيل الحاضر الشاهد للثورة أن يقدمه للجيل الجديد,ولايمكن لجيل الثورة أن يستمر في إخغاء الحقييقة في عصر مصدر المعلومة متعدد.نفس الأمر بالنسبة لتاريخ المسلمين لازلنا نعبش تحت وهم العصر الذهبي الذي أعتبره خرافة واسطورة نسجها بعض المسلمين وصدقوها ,ونقل كأنها الحقيقة,فالصحابة مجرد بشر من حفهم الخطء والصواب,لاعصمة لهم,وليست مهمتنا تجريم أحد أو تبرئته،بل إدراك الحقيقة لمعرفة التجربة سلبياتها وإيجابياتها.
من يصنف نفسه ضمن ,اي فرقة دينية متجاهلا أن الإسلام واحد والمسلمون شتى,فقد حصر نفسه في صندوق ضيق.
وجزيل الشكر لكل من ساهم في النقاش البناء للموضوع.
أولا : الثورة الأخيرة هي آخر حلقة من عدد من الثورات منذ 1830 هي إذن ثورة على وضع غير طبيعي لذلك يمكن اعتبارها شعبية اجتماعية
ثانيا : الثورات السابقة لم تكن فيها تجاذبات تيارات فكرية بل واجب ديني يجب تأديته، جدي رحمه بعد أن اعتقل و عُذب إلى غاية 1961 عندما أُطلق سراحه أول شيء فعله أن حمل السلاح مرة أخرى عائدا إلى الجبل و عندما نصحه بعضهم بأن الإستقلال قريب و عليه التريث بما أنه من القلائل المتعلمين الذين تحتاجهم الجزائر رد عليهم :"ما زال الكفار في البلاد .. لن أضع السلاح" و نال شرف الشهادة ..
ثالثا : التصفية كانت ﻷسباب مجهولة و هذا هو سبب موضوعك هذا على ما أظن أما الخلطة و النزاعات بعد الاستقلال فهي أيديولوجية بالدرجة الأولى و سياسيوية و مؤخرا هي مادية مصلحية بحتة
رابعا : إذا دفنت الحقيقة مع جيل الثورة فماذا نفعل ؟ نخترع واحدة، كل حسب انتماءه الفكري و الايديولوجي ... بمعنى آخر الهوى ...
خامسا : ليست هناك حقائق مخفية كما تقول حول الصحابة بل هناك روايات كثيرة و لا تنتهي في بطون الكتب و عدم عرضها على الجمهور لسببين رئيسين حسب رأيي الذي خرجت به من مختلف القراءات هو : شكوك حول صحة الروايات لغلبة الطابع السياسي، التشكيك في عدالة الصحابة هو طعنة خطيرة للإسلام بما أنه وصلنا عن طريقهم.
ثم ما هي حقيقة تلك الفتنة ؟ روايات أهل السنة أو روايات الشيعة ؟ و من ستُغلِّب
فما رُوي من وقائع و مواقف، متناقضة بين الفريقين فهل تملك الحقيقة المطلقة بالفيديو و الصوت لترجح الروايات الأصح ؟
إذا كان هناك ضرر متوقع و لا تملك الدليل القاطع و تبحث عن حقيقة و لا تريد أن تظلم ... كيف تتصرف ؟ من جهتي أفضل السكوت كما فعل أكثر المسلمين
أما أنه لا عصمة للصحابة فهذا أمر مفروغ منه و لم يناقشه أحد ...
في الأخير : الواقع يقول أن هناك إسلام واحد و قرآن واحد لكن فهوم متعددة فرعية لا تضر كما هو حال المذاهب الفقهية المعروفة عند أهل السنة ثم إختلافات عميقة جذرية فرقت المسلمين إلى فرق متعددة لكل حججه و مدارسه و براهينه بالاضافة إلى الوضع و التحريف الممارس لأغراض نفعية و كذلك السلطات السياسية المتتالية التي لوت عنق النصوص ﻷغراض سلطوية ... إذن هذا التنوع المذهبي و الفكري و القراءات المختلفة للنصوص لم يأتي من العدم بل له مؤثرات داخلية و خارجية بسبب الطبيعة البشرية و عدم وجود عصمة ... فإن كنت مسلم فأنت أكيد في فرقة ما شئت أم أبيت ... أنت تصوم و تصلي و تحج و تعتمر و تزكي وفق مذهب ما و كذا عهودك و عقودك و مواثيقك و ميراثك و تعتقد في الله و كتبه و رسله و ملائكته و اليوم الآخر و القضاء و القدر وفق فرقة ما ... لذلك فمن العبث القول أني مسلم من دون فرقة و لنسميها مدرسة عقائدية/فقهية إلا إذا كنت إماما عالما مجتهدا تملك الحقيقة المطلقة و العلم الشامل للإسلام و ما جاء به الإسلام ...